"كلمة.. لعراقٍ واحد"
صحيفة إلكترونية مستقلة

هل سيعود ديكتاتور الاقليم الى الجبل؟

حسن حامد سرداح

مشاهدة مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي عن شاب كردي يحاول احراق نفسه أمام وسائل الاعلام خلال تظاهرة رافضة لتخلي رئيس اقليم شمال العراق المنتهية ولايته مسعود البارزاني عن منصبه، يظهر حجم التضليل والخداع الذي تمارسه اسرة البارزاني على المواطنين، وكيفية تصوير الاطماع الشخصية والتمسك بالسلطة وكانها قضية شعب يطالب بحقوقه، لكن في الجانب الاخر من المقطع يظهر المحيطون بهذا الشخص وهم يبتسمون، وهو دليل اخر على انه ليس مواطنا مدنيا وقد يكون منتسبا لأحد أجهزة البارزاني التي عملت على تاجيج الشارع الكردي من خلال سيناريوهات مفضوحة للجميع، والتي اعدتها وخططت لها جهات واقلام ماجورة كان همها الاول الحصول على عطايا وامتيازات من سيدهم، لكن ماحصل بعد افشال مخطط الاستفتاء وفرض هيبة الدولة في كركوك وجميع المناطق التي استولت عليها البيشمركة جعلهم يبحثون عن اكاذيب ووسائل تضليل جديدة لتجنب غضب سيدهم الذي استمع لهم وتجاهل نصائح الاصدقاء والشركاء.
فالبارزاني لم يكن يتوقع أن تستمر بغداد وحكومة العبادي بموقفها الرافض للاستفتاء، وكان يعتقد ان اميركا واسرائيل لن تتخلى عنه وستعمل المستحيل للوقوف معه، لكن الصدمة حينما دخلت القوات الاتحادية إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها وفرضت الحكومة المركزية سيطرتها على جميع المنافذ الحدودية البرية والجوية، حينها ادرك الرئيس المنتهية ولايته أن بغداد 2017 ليست هي ذاتها قبل ثلاث سنوات حينما استغل سيطرة تنظيم (داعش) على ثلاث محافظات لتحقيق اطماعه في التمدد وفرض حدود الدم كما يسميها والتي محتها دبابات الجيش العراقي وقوة المنطق، تلك الصدمات وتخلي الحلفاء جعلت البارزاني يتمنى ان يعود الزمن الى الوراء ليتراجع عن خطوة الاستفتاء، ليحتفظ على الاقل بماء وجهه وماحصل عليه من امتيازات كان يحلم بها.
لكن المتابع لخطاب التخلي عن المنصب، يدرك تماما خيبة الامل والفشل الكبير الذي يعاني منه البارزاني الذي اراد تسويق نفسه وكانه قائد وطني خذله شركاؤه وكان يتصور بان الشعب الكردي سيخرج للمطالبة بعودته كما فعل الشعب المصري مع جمال عبد الناصر في نكسة حزيران 1967، لكنه تناسى بان المواطن الكردي يحلم باقليم لا تحكمه الاسر الديكتاتورية، باقليم تمارس فيه حرية التعبير بعيدا عن سياط اسايش البارتي ومراقبتهم، باقليم لا يصبح مأوى للارهابيين والمتآمرين على وحدة العراق والمعتاشين على اموال السفارات، تلك الاحلام لن تمنعها بعد اليوم، احراق مقار الاحزاب واختطاف النواب المعارضين والاعتداء على وسائل الاعلام، فجميع المؤشرات تؤكد بما لا يقبل الشك بان قيادة الاقليم هذه المرة ستكون من السليمانية وليست من اربيل،، لكن السؤال الذي ترددت في طرحها في المقدمة هو.. هل سيعود البارزاني الى الجبل، ويبدأ نضالا سريا للغدر بالاحزاب التي رفضت سياسة رجل العصابات؟.
----------
*الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي "كلمة"

ليست هناك تعليقات