لماذا يُصر مسعود وأحزاب الشمال على اصطلاح "الاستقلال" بينما تؤكد بغداد على اصطلاح "الانفصال"؟
متابعات- كلمة
من الواضح للمتتبع للحراك السياسي هذه الأيام، أن البرزاني
وأحزاب شمال العراق تصر على استخدام اصطلاح ( الاستقلال) منذ أن نوت اجراء استفتاء
الانفصال وحتى ما بعده، بينما تستخدم الحكومة المركزية في بغداد اصطلاح (الانفصال)
.
فما الفرق بينهما؟!
ذلك ما يُجيب عنه الخبير القانوني طارق حرب في حوار أجراه
العام الماضي مع (NRT) لتفسير إصرار برزاني لدى زيارته بغداد العام الماضي على لفظة استقلال
رداً على ذكر عمار الحكيم للفظة انفصال.
حيث قال " ان هناك فرق بين مصطلحي الاستقلال والانفصال
من الناحية القانونية"، مشيرا الى "ان الاستقلال يعتبر بنظر القانون الدولي
مسألة مشروعة، في حين الانفصال مسألة غير مشروعة".
ونوه الى ان "الاعتبار العظيم والخطير بالاستقلال يعني
طرد الجزء للكل، اما الانفصال فيعني ترك الجزء للكل، والاستقلال بنظر القانون الدولي
مسألة مشروعة اما الانفصال فمسألة غير مشروعة".
واوضح الخبير القانوني العراقي، "ان استقلال الاقليم
يعني ان الاقليم مستعمرة تابعة لدولة اخرى وان هذه المستعمرة ستتحرر وتحصل على الاستقلال
وان الاقليم خاضع للاحتلال العراقي ولا بد من انهاء الاستعمار العراقي والاحتلال العراقي
للإقليم ".
وحول مصطلح الانفصال قال حرب، "اما الانفصال فيكون عندما
يترك جزء من الدولة تلك الدولة التي كانت تربطه واياها روابط كثيرة ومساواة بالحقوق
والواجبات ولا يوجد استعمار او احتلال وتقوم دولة جديدة كما حصل في السودان، عندما
تم اقتطاع وترك الجزء الجنوبي لدولة السودان وتأسيس الدولة جديدة اسمها دولة جنوب السودان"
مضيفا، "اما الاستعمار فمثاله الكبير استقلال دول متعددة في اسيا وافريقيا ومنها
استقلال العراق عن الاستعمار البريطاني بالقرن الماضي ".
وتابع قائلا، "ان الاستقلال لا يحتاج الى اجراءات دستورية
وقانونية في تحقيقه من دستور وقوانين الدولة المحتلة والمستعمرة وبذلك تنتقل المسألة
من مسألة داخلية الى مسألة دولية تتعلق بحق تقرير المصير للشعوب المستعمرة والمحتلة
فالاستقلال الذي يطبق بموجب القانون الدولي على المستعمرات والاراضي المحتلة".
من جانبه فأن المرجع الأعلى للشيعة السيد السيستاني استخدم
في خطبة الجمعة التي ألقاها عنه وكيله أحمد الصافي يوم 29/9/2017م اصطلاحاً قانونياً
كالذي أشار له حرب، عبّر عنه بكلمة "اقتطاع""حيث بين في خطابه الذي
حذر فيه من مخاطر انفصال الشمال العراقي :
"ما ان تجاوز الشعب العراقي الصابر المحتسب محنة الارهاب
الداعشي او كادَ ان يتجاوزها بفضل تضحيات الرجال الابطال في القوات المسلحة والقوى
المساندة لهم حتى أصبح - وللأسف الشديد - في مواجهة محنة جديدة تتمثل في محاولة تقسيم
البلد واقتطاع شماله بإقامة دولة مستقلة" .
ويرى مراقبون ان استخدام السيستاني لعبارة "اقتطاع شماله"
بعثت برسائل واضحة لقادة إقليم كردستان العراق، إلى أن اقليمهم مُقام على أرضٍ عراقية
وليست كردستانية، الأمر الذي يعني رفض أكبر رجل دين شيعي في العراق لمشروع التقسيم
والانفصال.
التعليقات على الموضوع