"كلمة.. لعراقٍ واحد"
صحيفة إلكترونية مستقلة

هجمة مرتدة .. على السيستاني

إيليا إمامي
 ماذا بعد داعش ؟؟ وماذا بعد خسارة ملايين الدولارات لإعداد هذا المشروع الداعشي ؟! وماذا عن سنوات طويلة من الشحن الطائفي لتنفجر الحرب ؟! 

ماذا عن جيش من الانتحاريين كانت الدول الراعية للإرهاب تدخره للأيام الصعبة ؟!!
هل تريدون لكل هذا الجهد الذي بذلته وسائل الإعلام .. وغرف غسيل الأدمغة .. أن يذهب أدراج الرياح .. بمجرد كلمة صدرت من السيستاني .. وهكذا تنتهي المعركة ؟!!
ماهكذا الظن بكم .. يارجال المخابرات .
وأيضاً .. هل تريدون .. لبعض المحسوبين على الشيعة الذين كانوا ينتقدون هذه المدرسة وهذا المنهج النجفي ( الكلاسيكي التقليدي القديم المتأخر ال ال  ال ) أن يسكتوا للأبد .. لأن السيستاني نجح في صنع الإنتصار ؟! 
إذن .. ما هو الحل مع مشكلة السيستاني .. وكيف سيكون الرد على هذا الرجل .. وكيف سنتعامل مع ( سچينة الخاصرة ) هذه ؟؟ .
يحكى أن المرجع الذي سبق السيستاني بستة أو سبعة مراحل ( مرجعيات ) وهو المجدد الشيرازي صاحب ( ثورة التنباك ) التي ضرب بها القوة الإقتصادية لبريطانيا العظمى في إيران حتى أوقعها أرضاً .. بأسلوب حضاري فريد ومن خلال كتابة سطر واحد فقط !!.
يحكى أنه بعد ذلك النصر الحاسم .. وبينما كانت الجموع تتوافد عليه لتبارك له هذا النصر ( كما يباركون للسيستاني اليوم ) ولكن الشيرازي كان يبدو عليه الحزن وعدم الإرتياح .
سأله بعض طلبته المخلصين .. عن سبب هذه الحالة .. فقال متألماً :
"في السابق لم يكن العدو يدرك أن مصدر قوة الشيعة هو إلتفافهم حول العلماء وكلمتهم الواحدة .. أما الآن فقد اضطررنا أن نكشف هذا السر ونتصدى للأمور مباشرة .. وبالتالي فقد عرف العدو مصدر قوتنا .. ولن يستسلم دون إضعافه  .. فساعد الله العلماء من الآن فصاعدا"..
وقد تحقق ما تنبأ به الشيرازي بشكل دقيق جداً .. فالمرجع كاظم اليزدي شنت ضده حملة شعواء .. صدق بها بعض السذج من الشيعة وهم لايرون ما خلف الستار .. والمرجع أبو الحسن الأصفهاني نالته سهام الأقاويل من كل مكان .. والمرجع محسن الحكيم لم يسلم من التشويه لسيرته المشرقة حتى اليوم .. أما المرجع الخوئي فقد فتحت الفضائيات من لندن لإسقاطه وإسقاط منهج النجف من خلاله !!.
وإذا وصل الكلام الى السيستاني .. فالغريب ان الرجل لازالت رايته مرفوعة .. وكان المفترض أن تدفن تحت ركام الدعايات التي تتبناها مؤسسات عملاقة .. لم يسلم منها لا هو ولا أولاده ولا أحفاده ولا أصهاره ولا أعوانه ولا وكلاؤه ولا ولا ولا .
وبعد هذا النصر .. علينا أن نتوقع هجمة مرتدة على السيستاني اولاً .. وعلى علماء الشيعة بشكل عام .. ماداموا رأس الحربة منذ الشيرازي وما قبل الشيرازي .. حتى اليوم .
كمثال بسيط لبوادر هذه الحملة .. ظهرت بعض الاصوات من جديد تنادي بترك تقليد الفقهاء لأنه ليس من منهج أهل البيت !!
ودعك من غباء أدلة هذا الصنف .. ولكن ماذا تقول عن غباء توقيتهم ؟؟ ألا يعلمون أن الناس اليوم وبعد انتصارات الموصل .. ورغم سوء أوضاع البلد .. لا تزال في ذروة التعاطف والتأييد للعلماء .. حتى بدون حاجة لأدلة التقليد ؟!
كلا ياسيدي .. إنهم يعلمون جيداً .. ولكنهم يقولون : إنها فقط البداية .. ونحن قادرون على إزعاجكم حتى وأنتم في ذروة العنفوان والابتهاج .. والقادم أعظم .
من الآن توقعوا الكثير من الهجمات المرتدة .. على السيستاني .
-------------------------------------

*الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي "كلمة"

ليست هناك تعليقات