نذر حرب سعودية إيرانية.. هل يرد حزب الله بقصف اسرائيل؟
استقالة الحريري من حكومة لبنان لا يعدها البعض شأنا داخليا فقط، بل هي تأكيد لما تشهده ساحة البلد من صراع قوي بين القطبين الإسلاميين في المنطقة وهما السعودية وإيران. خصمان لدودان فرّقتهما السياسة والمرجعية الدينية.
لا يعود التدخل الإقليمي في لبنان إلى السنوات القليلة الماضية فقط، بل هو ممتد منذ عدة عقود. ظهرهذا بشكل جلي في الحرب الأهلية اللبنانية التي تدخل فيها أكثر من طرف خارجي، علاوة على الأطراف الداخلية، وما خلّفته هذه الحرب من محاولات الأقطاب الإقليمية بالاستمرار في توجيه القرار الداخلي اللبناني، رغم مقاومة الكثير من التنظيمات السياسية اللبنانية لهذه الإملاءات الخارجية التي ترغب في جعل بلدهم مساحة مُثلى لاستعراض القوى.
سياق الصراع
وتمثل السعودية وإيران أكبر مثال لهذا الصراع الإقليمي المتجسد في لبنان، فليس جديدا تأكيد تبعية حزب الله، القوة السياسية ذات الثقل العسكري في لبنان لإيران، وليس من المبالغة الإشارة إلى التقرّب الكبير لسعد الحريري، رئيس الحكومة المستقيل، من السعودية التي يحمل جنسيتها، خاصة وأنه يتبنى خطاباتها المنتقدة بشدة لحزب الله ولإيران بشكل كامل، بل أكثر من ذلك، يلّمح إلى أن سيناريو اغتيال والده، رفيق الحريري، عام 2005، قد يتكرّر له.
ولطالما وضعت سوريا، الحليف السياسي القوي لإيران، يدها على القرار اللبناني مسيطرة على الكثير من جوانب الحياة السياسية فيه، مستغلة قوتها العسكرية وهشاشة التعايش السياسي في لبنان. صحيح أن اغتيال رفيق الحريري دفع إلى إنهاء الوجود العسكري السوري في البلد، وصحيح أن الحرب في سوريا أضعفت كثيرا النظام في دمشق، لكن في المقابل، تزايد نفوذ إيران في لبنان عن طريق حزب الله الذي دعم كثيرا الرئيس اللبناني الحالي ميشيل عون في وصوله للرئاسة.
ويلعب الخلاف الطائفي دورا مهما في هذا الصراع، فحزب الله هو تنظيم إسلامي شيعي، ويرى المنتسبون إليه في مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي أكبر مرجعية دينية لهم، كما يعتبرون أمينهم العام، حسن نصر الله، وكيلا لخامنئي. بينما في الجانب الآخر، مثلت المرجعية السنية لسعد الحريري إضافة حاسمة للسعودية حتى تراه رجلها في لبنان، زاد من ذلك تقرّبه من دوائر المال السعودية عندما التحق بشركة "سعودي أوجيه".
في هذا الإطار، كتب إنيال شابيرو سفير أميركا السابق لدى إسرائيل، مقالا في جريدة هارتس الإسرائلية، جاء فيه أن السعوديين دفعوا سعد الحريري إلى أن يكون قائدا سياسيا، فقد "دعمت السعودية السنة في النظام السياسي الطائفي في لبنان، وقدمت دعما ماليا لإمبراطورية الحريري التجارية"، ويخلص شابيرو، إلى أن الحريري لم يرفض الأوامر السعودية بالعودة إلى لبنان عام 2016 رئيسا للوزراء.
وفق هذه المعطيات، لم يكن غريبا أن يلعب الحريري دورا في دعم السعودية للجيش اللبناني عام 2014 بمليار دولار وأن يكون أحد أكثر المشجعين للمعارضة السورية لدرجة أن النظام السوري وصفه بالناطق الرسمي باسم الرياض. في المقابل، قوّت إيران من مساندتها لحزب الله، ليس فقط لتثبيت أقدامه في سياسة لبنان، بل كذلك لمواجهة إسرائيل، أحد أكبر خصوم إيران في المنطقة والعالم، وأيضا لأجل دعم قواته العسكرية التي تقاتل في سوريا لصالح نظام الأسد.
سيناريوهات خطيرة
استقالة سعد الحريري، قبل أيام، جاءت في الفترة ذاتها التي أطلق فيها الحوثيون اليمنيون، المدعومين من إيران، صاروخا على الرياض، اعتبرته هذه الأخيرة "عدوانا عسكريا ومباشرا من النظام الإيراني وقد يرقى إلى عمل حرب"، ممّا جعل الكثير من المحلّلين يتنبأون بإمكانية وقوع حرب بين القوتين يكون لبنان مسرحا لها، خاصة وأن وزير الدولة السعودي، ثامر السبهان صرّح هذا الأسبوع أن بلاده ستتعامل مع حكومة لبنان باعتبارها "حكومة إعلان حرب بسبب تأثير ميليشيات حزب الله على قرارات الحكومة".
وفي هذا الإطار كتب عبد الباري عطوان أن هناك إمكانية بتكوين السعودية لتحالف عسكري جديد على غرار حلف "عاصفة الصحراء" سيعمل على قصف لبنان وتدمير بناه التحتية تحت ذريعة محاولة اجثتات حزب الله"، ومن نتائج هذا القصف حسب مقال عطوان في صحيفة "رأي اليوم"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء (الثامن من نوفمبر/ تشرين ثاني) أن يكون هناك رد لحزب الله بقصف إسرائيل، بحيث تدخل إيران وسوريا في الحرب التي ستكبر وقد تضم أطرافا أخرى مضادة للسعودية هي تركيا والعراق وبشكل أقل روسيا".
كما أن المواجهة بين السعودية وإيران لم تتوقف في الساحة اللبنانية، فالتطورات الأخيرة تبين أن التوتر بلغ أشده بينهما في اليمن لدرجة أن السعودية هدّدت على لسان وزير خارجيتها بالرّد على "العدوان الإيراني" إثر الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون، وقامت إثر ذلك بإغلاق كل المنافذ نحو اليمن، ممّا جعل عبد الباري عطوان يتنبأ بكون تطوّرات اليمن هي التي تبعث القلق عن حرب عسكرية بين الطرفين.
لا يعود التدخل الإقليمي في لبنان إلى السنوات القليلة الماضية فقط، بل هو ممتد منذ عدة عقود. ظهرهذا بشكل جلي في الحرب الأهلية اللبنانية التي تدخل فيها أكثر من طرف خارجي، علاوة على الأطراف الداخلية، وما خلّفته هذه الحرب من محاولات الأقطاب الإقليمية بالاستمرار في توجيه القرار الداخلي اللبناني، رغم مقاومة الكثير من التنظيمات السياسية اللبنانية لهذه الإملاءات الخارجية التي ترغب في جعل بلدهم مساحة مُثلى لاستعراض القوى.
سياق الصراع
وتمثل السعودية وإيران أكبر مثال لهذا الصراع الإقليمي المتجسد في لبنان، فليس جديدا تأكيد تبعية حزب الله، القوة السياسية ذات الثقل العسكري في لبنان لإيران، وليس من المبالغة الإشارة إلى التقرّب الكبير لسعد الحريري، رئيس الحكومة المستقيل، من السعودية التي يحمل جنسيتها، خاصة وأنه يتبنى خطاباتها المنتقدة بشدة لحزب الله ولإيران بشكل كامل، بل أكثر من ذلك، يلّمح إلى أن سيناريو اغتيال والده، رفيق الحريري، عام 2005، قد يتكرّر له.
ولطالما وضعت سوريا، الحليف السياسي القوي لإيران، يدها على القرار اللبناني مسيطرة على الكثير من جوانب الحياة السياسية فيه، مستغلة قوتها العسكرية وهشاشة التعايش السياسي في لبنان. صحيح أن اغتيال رفيق الحريري دفع إلى إنهاء الوجود العسكري السوري في البلد، وصحيح أن الحرب في سوريا أضعفت كثيرا النظام في دمشق، لكن في المقابل، تزايد نفوذ إيران في لبنان عن طريق حزب الله الذي دعم كثيرا الرئيس اللبناني الحالي ميشيل عون في وصوله للرئاسة.
ويلعب الخلاف الطائفي دورا مهما في هذا الصراع، فحزب الله هو تنظيم إسلامي شيعي، ويرى المنتسبون إليه في مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي أكبر مرجعية دينية لهم، كما يعتبرون أمينهم العام، حسن نصر الله، وكيلا لخامنئي. بينما في الجانب الآخر، مثلت المرجعية السنية لسعد الحريري إضافة حاسمة للسعودية حتى تراه رجلها في لبنان، زاد من ذلك تقرّبه من دوائر المال السعودية عندما التحق بشركة "سعودي أوجيه".
في هذا الإطار، كتب إنيال شابيرو سفير أميركا السابق لدى إسرائيل، مقالا في جريدة هارتس الإسرائلية، جاء فيه أن السعوديين دفعوا سعد الحريري إلى أن يكون قائدا سياسيا، فقد "دعمت السعودية السنة في النظام السياسي الطائفي في لبنان، وقدمت دعما ماليا لإمبراطورية الحريري التجارية"، ويخلص شابيرو، إلى أن الحريري لم يرفض الأوامر السعودية بالعودة إلى لبنان عام 2016 رئيسا للوزراء.
وفق هذه المعطيات، لم يكن غريبا أن يلعب الحريري دورا في دعم السعودية للجيش اللبناني عام 2014 بمليار دولار وأن يكون أحد أكثر المشجعين للمعارضة السورية لدرجة أن النظام السوري وصفه بالناطق الرسمي باسم الرياض. في المقابل، قوّت إيران من مساندتها لحزب الله، ليس فقط لتثبيت أقدامه في سياسة لبنان، بل كذلك لمواجهة إسرائيل، أحد أكبر خصوم إيران في المنطقة والعالم، وأيضا لأجل دعم قواته العسكرية التي تقاتل في سوريا لصالح نظام الأسد.
سيناريوهات خطيرة
استقالة سعد الحريري، قبل أيام، جاءت في الفترة ذاتها التي أطلق فيها الحوثيون اليمنيون، المدعومين من إيران، صاروخا على الرياض، اعتبرته هذه الأخيرة "عدوانا عسكريا ومباشرا من النظام الإيراني وقد يرقى إلى عمل حرب"، ممّا جعل الكثير من المحلّلين يتنبأون بإمكانية وقوع حرب بين القوتين يكون لبنان مسرحا لها، خاصة وأن وزير الدولة السعودي، ثامر السبهان صرّح هذا الأسبوع أن بلاده ستتعامل مع حكومة لبنان باعتبارها "حكومة إعلان حرب بسبب تأثير ميليشيات حزب الله على قرارات الحكومة".
وفي هذا الإطار كتب عبد الباري عطوان أن هناك إمكانية بتكوين السعودية لتحالف عسكري جديد على غرار حلف "عاصفة الصحراء" سيعمل على قصف لبنان وتدمير بناه التحتية تحت ذريعة محاولة اجثتات حزب الله"، ومن نتائج هذا القصف حسب مقال عطوان في صحيفة "رأي اليوم"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء (الثامن من نوفمبر/ تشرين ثاني) أن يكون هناك رد لحزب الله بقصف إسرائيل، بحيث تدخل إيران وسوريا في الحرب التي ستكبر وقد تضم أطرافا أخرى مضادة للسعودية هي تركيا والعراق وبشكل أقل روسيا".
كما أن المواجهة بين السعودية وإيران لم تتوقف في الساحة اللبنانية، فالتطورات الأخيرة تبين أن التوتر بلغ أشده بينهما في اليمن لدرجة أن السعودية هدّدت على لسان وزير خارجيتها بالرّد على "العدوان الإيراني" إثر الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون، وقامت إثر ذلك بإغلاق كل المنافذ نحو اليمن، ممّا جعل عبد الباري عطوان يتنبأ بكون تطوّرات اليمن هي التي تبعث القلق عن حرب عسكرية بين الطرفين.
التعليقات على الموضوع